
إعداد : ابراهيم قازو
ولد الشاعر أحمد بركات بمدينة الدار البيضاء سنة 1960 ؛ وفي سنة 1994 توفي بإحدى مصحاتها.اشتغل بالصحافة.حصل على جائزة إتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب سنة 1990 . صدرت له مجموعتان شعريتان هما :
ـ أبدا لن أساعد الزلزال،منشورات اتحاد كتاب المغرب،1991
ـ دفاتر الخسران،منشورات اتحاد كتاب المغرب،1994
________________________________________
1/لن أساعد الزلزال
حذر،كأني أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم
الأشياء الأكثر فداحة:
قلب شاعر في حاجة قصوى إلى لغة
والأسطح القليلة المتبقية من خراب البارحة
حذر، أخطو كأني ذاهب على خط نزاع
وكأن معي رسائل لجنود
وراية جديدة لمعسكر جديد
بينما الثواني التي تأتي من الوراء تقصف العمر
هكذا …
بكثافة الرماد
معدن الحروب الأولى
تصوغ الثواني صحراءها الحقيقية
وأنا حذر، أخطو نحوكم وكأن السحب الأخيرة تحملني
أمطارها الأخيرة
ربما يكون الماء سؤالا حقيقيا
وعليّ أن أجيب بلهجة العطش
ربما حتى أصل إلى القرى المعلقة في شموس طفولتكم
عليّ أن أجتاز هذا الجسر الأخير وأن أتعلم السهر مع أقمار
مقبلة من ليال مقبلة حتى أشيخ
وأنا أجتاز هذا الجسر الأخير
هل أستطيع أن أقول بصراحتي الكاذبة:لست حذرا لأنني
أعرفكم واحدا واحدا ؟؟
لكن،أين أخبئ هذه الأرض الجديدة التي تتكون في عين التلميذ؟
وماذا سيقول المعلم
إذا سأله النهر؟
حذر،ألوح من بعيد
لأعوام بعيدة
وأعرف – بالبداهة - أنني عما قريب سأذهب مع الأشياء
التي تبحث عن أسمائها فوق سماء أجمل ولن أساعد الزلزال !!!
فقط، سأقف لحظة أخرى
تحت ساعة الميدان الكبيرة
هناك العربات تمر بطيئة
كأنها تسير في حلم
هناك قطع الغيم في الفضاء
لا تشبه سرب طائرات خائفة
هناك امرأة تقترب من الخامسة مساء تنتظرني
سأذهب عما قريب
دون أن أعرف لماذا الآن أشبه الحب بكتاب التاريخ
أحب
أحيانا أتوزع قبائل تتناحر على بلاد وهمية
أحيانا أضيع
ولكنني دائما أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم ….
2/ الأرض
الأرض ليست لأحد
الأرض لمن لا يملك مكانا آخر
الأرض عباءة الموتى
الأرض عراء
الأرض درب
مقيمون وجوالون
الأرض شارع بأعمدة وعابرين
الأرض قفص العصافير ومداحين
الأرض حانوت الهم
عويل العربات
الأرض غبار
الأرض مقهى مفتوح ليل نهار
الأرض مسجد صغير
به حرم صغير
فيه قبر صغير
عليه شمعة صغيرة أيضا
الأرض في كف صبي يقف عند باب المسجد
الأرض في كفه قرش واحد
الأرض ليست لأحد
الأرض لمن لا يملك مكانا آخر
3/ بائعة الخبز
ماذا لو نسيت أن تخرج
و جاع المارون
و الصاعدون للغرف العلوية
ماذا لو لم تخرج
وماتت ؟
4/ هذا هو الكرسي
عليه يستوي الصانغ الملول
كما تستوي باقة الورد
المهجورة
و عليه تستريح الفصول
عليه يستوي المعطف
مثلما يستوي الملوك
و عليه تستريح الأرض إذا أكملت دورتها
5/ حقيقة
القيد
قيد دائما
و لو كان من الفضة
الخنجر
خنجر دائما
و لو كان من الذهب
وأنا لا أكون عبدا
و لا ملكا مقتولا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق