الاثنين، 20 أغسطس 2018

حساسيات الصعلوك ــ المتصوف ــ الثائر .. ( قراءة نقدية في ديوان خطني أيها الحبر للشاعر المغربي عبدالعاطي جميل )




بقلم : محمد نور الدين بن خديجة





-1- بدء على سبيل التعريف  :
----------------------------------------------------------

        " خطني أيها الحبر .." المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر المغربي عبد العاطي جميل .. ملحقة بعنوان هامشي :" أعشق عينيك لأنها تكره صور الطغاة .."..هذا الهامش الذي يحتفي به الشاعر حساسية إبداعية وموقفا فلسفيا وإنسانيا ..فالحقيقة أو على الأقل جزؤها المقصي الذي يكمل وجه العملة ويوضح الصورة يكمن في " المهمش" و "المنبوذ" و"المنفي" و "المصادر" ..إلخ ...
-هذا الالتزام أو الاصطفاف مثل خيارا أصيلا للشاعر لم يتزحزح عنه قيد أنملة رغم إغراءات "الرسمي" وعناوينه المبهرة ..وبالتالي فالإهداء الذي تضمنه الديوان يعلن هذا الانتماء وينحاز إليه .
        الشاعر "عبد العاطي جميل" يحاول في تجربته الشعرية أن يشتغل وفق مشاريع عمل تخرج التجربة من فرديتها وتقحمها في حوار مع أطراف أخرى تقترب من حساسيتها وفق رؤى دالة في عمقها على اختيارات الشاعر المبدئية ..فتجربة المجاميع الشعرية ابتدأت لدى الشاعر مع تجربة "كراريس تيزي للتداول الشعري " في أواخر تسعينيات القرن الماضي .. وهي تجربة اشتغلت على الهامش من " المؤسسات الرسمية الثقافية" حيث اختارت طريقة المستنسخات أو الكراسات .. وهي ظاهرة إبداعية عرفت انطلاقتها مع "الغارة الشعرية" لعدنان ياسين وسعد سرحان وغيرها من التجارب ك" مكائد شعرية" لعبدالغني فوزي ومهدي حلباس وعبدالله المتقي و" المركب الشعري " لابراهيم قازو وعبدالعاطي الخازن ونور الدين بن خديجة وجماعة " دبوس" لمحمد حدو وغيرها . وعبر كراريس "تيزي" أصدر الشاعر مجموعة " مسودات شعرية" .. ومفهوم المسودة هو مفهوم يحيل إلى اللا اكتمال والقابل للتعديل والتنقيح .. فالشاعر يرفض أي صيغة تحيل للكمال .. فالذات وكذا القصيدة في تحول دائم وبالتالي لا مجال للحديث عن أمير شعر أو ملكه أو إمبراطوره .. ولكن عن تمايزات وحساسيات تؤسس لتجاربها ورؤاها الخاصة . بعد المسودات ستصدر منشورات " أفروديت" عددا خاصا عن الشاعر سنة 2001 في أول عدد لها .. والتي يشرف عليها كل من الشاعر أحمد بلحاج أيت وارهام والشاعرة نجاة الزباير . والعدد احتفاء بشاعر المسودات بقلم الشاعرة والناقدة نجاة الزباير تحت عنوان : بوابات منفتحة الأشداق ، قراءة في مسودات الشاعر بالإضافة إلى حضور قصائده ( 12 مسودة شعرية ) ...
       المجموعة الثانية صدرت بتشارك مع الشاعر محمد بلمو تحت عنوان " حماقات السلمون" سنة 2007 .. وهي تجربة تحتفي بالعمل المشترك .. والقصائد تتتالى دون تذييل لاسم الشاعرين .. لكنها مرتبطة بخيط رفيع يوحد رؤاها وحساسيتها دون نشاز وتصنع وتعمد لاختلاق المماثلة .
      التجربة الثالثة وهي محور هاته الدراسة المتواضعة وهي مجموعة " خطني أيها الحبر "الصادرة سنة 2014 .. وهي كذلك عمل مشترك مع الخطاط والتشكيلي " لحسن الفرساوي" ..فتخطيطات "الفرساوي" في حد ذاتها لا يمكن فصلها عن بنية القصائد .. بل تتطلب لوحدها قراءة متمعنة في الأشكال التي أبدعها الفنان ضمن الديوان .
المجموعة كلها كتبت خطا حروفيا لا مطبعيا .. كما أنه على مستوى الإخراج الفني حاول الفنانان أن يحيلا على فنية توضيب " الكنانيش " و المجلدات" التزاما بالورق الأصفر أو المائل للصفرة .. كما أن الغلاف يحيل في لونه لمادة " الصمغ" أو " الصلصال المادة التي كانت معتمدة قبل الطباعة والحبر الجاف .

-2- في دلالة العنوان :
 
--------------------------------

       عنوان المجموعة في حد ذاته إحالة لمتضمن القصائد ولحساسية الشاعر وخياراته الوجودية .." خطني أيها الحبر .." فالأمر موجه للحبر في فعل الكتابة لا الشاعر .. وهنا الشاعر يهدم كل تلك العلاقات السلطوية أو التراتبية وبالتالي تصبح العلاقة مع الكون والأشياء علاقة تفاعل إن لم نقل أو نحيل إلى علاقة "حلول صوفي" ..فليس الشاعر من يخط القصائد بل الحبر من يخط الشاعر قصائد وحروف على صفحة الوجود .. هذا يمكن أن يحيلنا إلى دلالة " القلم/الحبر /الحرف " عند الصوفية .. فالمنجز الأهم والخطير عند التصوف الثوري هو كسر " الوساطة البشرية" تلك الوساطة التي أسست لسلطة الدولة وسلطة الفقهاء رجال الدين بل وحتى السلطة الأدبية واللغوية .
       هذه الرغبة وهاته الإرادة في هدم هذه الوسائط /المؤسسات/ السلط ..هي التي ترجمت عبر التكامل والتحاور الذي أحدثته المجسمات الخطية والكاليغرافية للفنان لحسن الفرساوي والتي لا يمكن قراءة أشعار عبد العاطي جميل دون قراءتها .
هذه الإحالة الصوفية بارزة من خلال المقروء -المنطوق: " الرؤيا خروج .. وكل خروج يسبقه دخول من دواة الشوق إلى ورق أرقه صمت بياض .."..." الحبر أثمن سائل بعد القذف .. والكتابة قذف ثان في رحم الوجود .." . فالحياة لا تستوي فقط باستمرار التناسل البشري بل كذلك بتناسل الكتابة . إن الاستمرار الإنساني ما كان ليحدث دون " الكتابة /اللغة ..." وإن لحظة الكتابة هي لحظة "المعرفة ".. معرفة الذات والكون وعلاقة الانسجام والتنافر التي تربطهما وهي التي توجت بلعنة " المعرفة .. أو تفاحة آدم " أو الطرد من الفردوس إلى قلق الوجود السرمدي .
        إن إحالة " التصوف" عند الشاعر ليست ارتدادا سلفيا أو " موجة شعرية " كما اتخذها البعض استنساخا ومطية في مسار اختناق وتأزم قصيدة " الحداثة الشعرية العربية" ..بل إنها ذات منحى تحرري وتثويري كما يتجلى من خلال القصائد/المسودات .

-3- الذات الشاعرة : المختلف / المنشق عن القطيع .
-------------------------------------------------------------------------------------

         الذات الشاعرة ذات تحتفي بالاختلاف .. تقف مع النسبي ضد المطلق ..مع التعدد ضد الفكر الأحادي والشمولي ..
" إن كنت ضدي
أنت معي
فأنا تتعشقني الأضداد ." .
        الذات الشاعرة لا توهم ببطولة وهمية خارقة أو "تفرد وكمال أخلاقي " ..الذات هنا إشكالية ذات بعد تراجيدي لا يستهدف تطهيرا أخلاقيا للمتلقي بقدر ما يرتجي تلقيا قلقا دائم التساؤل رافضا للسكونية والثنائيات المتعارف عليها ك خير /شر ..أسود /أبيض . ذات تصرح وتبوح بانكسارها دون يأس :
" أنا الإناء
يشرب بي الوقت أعياده
ينحت طقوسه
يرمي بي على حافة لياليه
أنكسر ." .
        ذات تعلي راية الهامش والغريب والمنفي كما ورد في الحديث النبوي : طوبى للغرباء.." . فالهامش يحاكم المركز يخلخل كل المواضعات التي تأسس عليها ويعيد طرح الأسئلة الشائكة المشروعة الشكاكة حول " الهيمنة" و" الشرعية " :
" أنا الهامش
أبحث في متنك
عن سطر أختبئ فيه
أتدرب على رفض لا أتقنه
كلما دعتني هذي الكلمات ." .
        هنا تتناسل كل الدلالات التي تتولد عنها دلالات متعددة مابين التقابل اللفظي والدلالي : الهامش/المتن - المتن/ السطر ...
       الذات المنشقة على قيم القطيع وقوانينه .. وعلى ثقافة التنميط والاستتباع والإلحاق .. هي ذات تجد مرجعيتها في المتن الشعري العربي الرافض والمصنف على هامش الشعرية العربية التقليدية .. شعراء الصعاليك مثلا :
" وأنا الآن كما الشنفرى
أستدير إلى الوراء
إلى سواي أميل ..." .
        بل يتجاوز تمرد الصعلوك على مؤسسة القبيلة على تمرد الشاعر على ذاته : " إلى سواي أميل .." .
عن ذاتية المنشق أو المنبوذ هي وليدة هذا القلق الدائم الذي يحاكم ويسائل " المؤسسة " بل ويرفض كل استقرارية وسكونية " للذات" ..والشعر الحقيقي لا يؤمن بالسكونية وبالتالي لا يؤمن بقيم المدح والفخر فهو على النقيض من صفات الكمال ...إلخ ...:
" أراني قطعة خبز شارد
على هامش الطوار
قد تتلقفني أصابع جائع
تقذفني أقدام ضائع ..."
أو حين يقول : " كغيلم أحمل شعري
أتوغل في غابة لا تقرأ ..." .
الغيلم إحالة لبطئ السعي و " الغابة " إحالة هنا لغرابة ووحشة المسعى ... البطء في السعي مقابل وحشة الغابة وما تحبل به من مخيف ومدهش .. وتزيد الغرابة شدة بهوية الذات الشاعرة في غابة لا تقرأ .
أو حين يقول :
 " لكأني فرس النهر
ملقى في صحراء
لا واحة توحي لي بالماء .." .
  ..الذات التي تعيش وترجو الخصب مقابل المحيط المتصحر الجاف . وتتأصل الغرابة والاغتراب في العلاقة مع المحيط المتوطن : " أراني بسيطا كقطرة ماء
في صحراء جاحدة
أو عفيفا
كقطرة دواء في عين رامدة
فلماذا ترونني ريحا جاحدة ؟ ..."
كذلك في: " أنا الرحى
كل خلايا الغضب
في جسدي تتجدد ..." ..
  ليختتم الشاعر مسك كلامه ويوضح الصورة أكثر :
 " سأظل غريبا
مادمت أركب بمزاجي
أحيا بلا جواز
طريدا بلا راحلة كالنشاز .." .
       فالشاعر لا يمتلك أمام محيط جاحد متصحر يرفض المختلف سوى أن يعلي راية العصيان بكل ما أوتي من أسلحة المخالف والناشز ضدا على سمفونية القطيع السلطوي .

-4- القصيدة : المسودة مقابل القصيدة / النقصان مقابل الكمال/ القلق مقابل الطمأنينة ..
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

        تجيء كالوشوشة .. بوهيمية الملامح والشكل ..منحازة للحزن البليغ هي القصيدة :
  " حينما فتحت قلبي هذا المساء
وجدتها تجوب شواطئ حزني شريدة
تكتب على رمال الذكرى
كلمة وحيدة
وحين سألت كنيتها
من أنت ؟
قالت بكل غنج : أنا القصيدة .."
      .. إن حال الشاعر في استعارته البليغة يأخذ هنا شكل البحر وشطآنه .. والقصيدة مجرد كنية من كنياتها المتعددة .. فهي لا تحصر في قالب .. ولا تختصر في تصنيف أو حالة ..وبالتالي لا يمكن حصرها في اسم " قصيدة " بل في كنيات متعددة حسب كل حالة أو موقف .. وهي تلتزم الصوت الخافت " الوشوشة" وليست " صراخا أو شعارات وجعجعات.
-من حالاتها كذلك " التمنع" فهي ليست سهلة القياد شبيهة بشاعرها ..ألم يقل الشاعر العراقي " آدم حاتم " : " قصائدي خيول برية ولن أدخلها الإسطبل ..." :
* ودعتني
ثم دعتني إليها فلم أجب
ولما حبوت إليها .. لم أصب
فكان التمنع منها ومني
بينها وبيني كون من الحجب
ما أتعسني .. ما أتعسني
حين تدعوني القصيدة
فلا تجدني .."
     . .. التمنع من حالات الإباء والأنفة وعد استسهال العواطف والمشاعر وعدم استرخاص الذات والحواس .. فلحظة القصيدة /الشاعر هي لحظة انوجاد وانخطاف صوفي لا مجال فيها لأنصاف حلول وأنصاف مواقف .. فإما أن تكون أو لا تكون .
- ومن كنياتها كذلك أو من صفاها المشبهة " الماء" :
 " يجيئني الماء كل ليلة
فينقر حلمي الخصيب
أفتح
وأوصد خلفه نوافذ الحروف ..." ... الماء رمز خصب وعطاء ...
- اللعنة إحدى دوافعها وهوياتها كذلك :
" لعنة الحبر عليك
أخرج إلي
ما بقي من الليل
لا يكفي لكتابة قصيدة ..." .
  بل وأنها تماثل " الأنثى " المشتهاة .. وأنت تقرأ المسودات لا تعرف الحد الفاصل بين القصيدة /الأنثى ..هل يخاطب القصيدة أم الأنثى ؟ ..أو هل يناجي الذات /الأنثى/القصيدة ؟ ..وهنا نستحضر عنصر الحلول في الأشياء والذوات وهدم الحدود والفواصل بين الإنسان والكائنات والأشياء .. فالإنسانية بنت أسوار التمدن والمؤسسات على ذرائعية لغوية وفلسفية وسياسية حيث جعلت الإنسان هو المركز والكائنات لواحق حيث أسست لأنانيتها أطلقت مارد الإتراب من القفص ليتضخم لحظة التحول والتغول الرأسمالي لتحول الأشياء والكائنات والقيم إلى سلعة وبالتالي اللغة والمبادئ إلى مجرد منفعة استهلاكية . والشاعر هنا يستحضر لحظة طفولة الأشياء في علاقتها بطفولة الكائن البشري .. هذه اللحظة الطفولية يتساوى فيها الشاعر/ الصعلوك/ المتصوف/ الثائر .. ولا تستقيم إلا على مذبح الفداء : المسيح /الحسين/ الحلاج/ جيفارا ...أليس الشاعر فدائي في حد ذاته ؟ ...

-5- الأنثى / القصيدة :
---------------------------------------

سبق وأن قلنا إن مناجاة الأنثى في مجموعة " خطني أيها الحبر" تتماهى والقصيدة .. إن بعض حالات القصيدة هي بالطبع حالات الأنثى وللأنثى رمزية دالة في الأدب الصوفي " كل مكان لا يؤنث لا يعول عليه " كما جاء على لسان ابن عربي ..فالعلاقة مع الأنثى تتأسس على أس الاغتراب والانفلات و" الأنثى " هنا لا علاقة لها بتقسيم العمل الطبقي الجنسي في مجتمع الطبقات : رجل /امرأة .. دلالة الأنثى تتجاوز هذا التقسيم ومرتبطة بطفولة العالم وبالبدء الأنثوي للعالم . والاغتراب مرتبط بهذا الصراع المحتدم داخل الذات أصلا " بين " الذكورة والأنوثة "أليس الشعر لحظة أنثوية بامتياز ؟ الشاعرة ".. هذا الاغتراب وحضور الشرط الإنساني الذي تحدث عنه ماركس في علاقة الرجل بالمرأة .. فعلاقة الرجل بالمرأة في المجتمعات الطبقية والتي تأسست على تقسيم العمل البطرياركي هي علاقة رتابة واستعباد وليست علاقة تحرر وتكافؤ ومؤسسة الأسرة هي وليدة هذا المجتمع الطبقي ..وبالتالي فحضور الحساسية الأنثوية عند الشاعر أو المتصوف هو هدم وتضاد مع هاته المؤسسة في العمق .. وبالتالي فالأنثى لدى الشاعرة متمردة/ مشاكسة/ مشاغبة /غير منقادة منفلتة تماما كصفات وكنيات القصيدة ..
" لكأنها
في نظراتها السكرى
عربدات عاشقة
كسرت كؤوس الليلة علي .."
... " أستطيع أن أمنحها حق اللجوء
إلي
فوطني الشارد
مثلي مطارد
يحمي الطريد ..."
...
...


-6- حول حساسية التجربة وآفاقها :
----------------------------------------------------

  إن المجموعة الشعرية جديرة بقراءة أعمق .. ففي الاستعارات والانزياحات والمجازات تكمن الفلسفة وعمق الرؤيا وتترصد القارئ بانسيابية وجمالية فتنة .. فكيف لأفلاطون أن يطرد الشعراء من جمهوريته الفاضلة .. واستلهاما لفلسفة النقصان والاختلاف فالشعراء لا يطمعون في تلك الجمهورية الفاضلة المزعومة .
- المجموعة كذلك تتطلب وقفة وموقفا دالا على ضفاف " موقف الحرف" كما نجده في كاليغرافية الفنان البديع " لحسن الفرساوي" ..هذا الفنان الذي أبدع بعيدا عن الزخرف الكلاسيكي وحلق بالحرف نحو ضفاف التعبيرية والسوريالية أحيانا ..فالملاحظة العامة على ما أثثه الفرساوي على ظهر الديوان أو ما حاور به الشاعر أنه جعل لحروفه شكل مجسمات متماوجة ثائرة ومنسابة غير متصلبة دون أن تفقد جمالية الخط العربي . إن هذا التماوج والانسيابية والثورة قرينة بوح الشاعر في قلقه الوجودي ..قلق يتراوح بين النبذ والرفض والحلول والتماهي .
- لازال للشعرية العربية الحديثة ما تبدعه من آفاق للتجاوز والجدة والتثوير شريطة الالتزام بشرطها الإنساني وبواقعها العياني وبتراثها الإبداعي القلق والتجاوزي دون أن تسقط تحت براثن الأزمة التي سقطت فيها بعض الكتابات الشعرية الموغرة في الإبهام والغموض الفاقدة لهويتها ..الزاعقة بكل تنظيرات هزيمة العقل العربي من ما يروج له من قصيدة البياض والفراغ وهلم جرا ...
 " خطني أيها الحبر" عودة إلى حبر البدء ..إلى طفولة الدهشة والسؤال وبراءة الثائر الواعية بخيارها والمناضلة والمقاتلة ولما لا ؟ .." فكل ثوري طيب هو ثوري ميت" كما يقال ...