
بقلم : عبد الله المتقي*
هكذا إذا... سأمضي إلى حانة من الجعة وإلى أصدقاء تتطاير منهم سخرية سوداء، ويصدقون الحلم.
سنكون هناك في أقصى اليسار، عفوا، في الوسط تحت مصباح ممتلئ بمعنى الحزن لغياب الضوء، ولا يستمع لنشرة الأخبار.
هكذا إذا ... لاشيء فوق المائدة سوى زجاج أخضر ، علب من سجائر جزائرية شقراء ، وأحاديث أنشأت لها ما يكفي من الديمقراطية.
رياض الشرايطي ..يسير في ذاكرته مسحورا بفرحات حشاد ، ببغداد ، وأحيانا يحزن، لأن لا أحد كان خارجه ويشبه نزيف أوردته .
رياض... لا شيء في قصيدته غير" أربع حالات لشبح واحد "، و" هكذا " هي " مسارب الجمر ".
هكذا إذا... في حانة لا تعترف بالجنة وأنهارها الجارية ، نحتسي برميلا من الجعة، وأحيانا نصلي شعرا، ونتسكع في ميادين التحرير.
ثمة شكري بوترعة يستدرج الصمت ، يقتسم قمره مع معشوقة لا يحفظ مجازات جسدها وألوان قمصانها غيره ، وقد يتكلم قصيدة مكثفة وصغيرة كما هايكو لشيكي ماساوكا
هكذا إذا ... ننسج نكتا للمتنا الكبيرة، ننسج مناديل من خيال القصيدة، ولا مخبر يسترق السمع لجنوننا.
مجيد الإلهي... قادر أن يمزج بين شعره ولوحاته التشكيلية، قادر أن يشعل قصيدته، وقادر أن يحكي عن سكرته الخرافية بحانة تركية.
مجيد ...لا يثير انتباه النهاريين ، فقط ، يثير حلم أنثاه بسوسة ، وفي أقصى يسار الحانات التي لا تنام باكرا.
هكذا إذا ... يغيب مراد ، ربما منشغل بلهاث البحر، وربما على باب سبيطلة يقرأ شعره على شهداء القصرين ويده على صدره .
هكذا إذن ... نتشرد في ليل سبيطلة ، كي نسبق الفجر، وكي نولد من جديد..
هكذا إذن ... نعتذر لليل ، ولصاحب الكشك الساهر ضدا على كمين مفاجئ قد ينصب شركا للدنانير.
هكذا إذن...
هكذا إذن..
هكذا إذا ...انحدرنا من زجاج أخضر، كعصابة لا تتعرف إلا بزجاج يصنعه العم سلمان ، وبتسكع على وشك الجنون .
_________________________________________________
* شاعر وقاص من المغرب
_________________________________________________