الأحد، 5 مايو 2013

مراكش







شعر : صالح لبريني*




تغسلني الحروف بحداء الغرثى
فيلبسني الأنين
و الجسد هيكل نزيف
تجللني برهيق سحر ينث
في الروح فجرا ذبيحا
فأمتطي صهوة اليتم
وداخلي خديج تمضمضني
بشوق الظمأ
بجرح الحنايا
و القلب يكنس بيارق الذكرى
فيسكنني الحنين
فعمت مساء
سلاما مراكش
جئتك مترعا بودق العشق
بصبوة التلاقي
و النوم يدهق
يلبس مقلتيك
يأسر جسدك المرقش
بغواية النهار
لكني ...
في أماسيك مراكش
أرتمس
و أتنصل منك إليك
مسكونا بفجر الحكاية
مورقا في الجسد وله الطفولة
فأحن لألواح تتزيا ألق العبارة
ترفأ فجر الصبا لتشعل
قناديل خربشة تتفيأ ترابا
أتهجى سيرو الأولين
و الجرح
الضيم ينز من الوجوه
من فضاء ينسج الخرس
والعمر يهتصر خرابا
و الظلمة لي وشاح
فأرى "يوسف" أراه
يحتسي نخب تاريخ
مدثر بالوهن
يعانق طيف "غرناطة" الأسيرة
فأتوجك في قلبي أميرة
و "توبقال" كأس عشق ينطف
بشارة أثملتني أغنية
تسرق الريح صداها
و "جامع الفنا" فجر ليل
يرتق فتوق الخليقة
يقولني ما لم أدر أنه قول
و قولي أني بمراكش أجن
و مراكش قدري
و قدري أنها عشيقة حينا
و أحيانا قصيدة
فأنخطف في عيني غزالة
ترسنني بغواية الأهذاب
أتنسك في سيرة امرأة
تبيع أحلامها للخرافة
و اليباب
فيأسرني الشوق لأمجاد ذبلت
لأعياد تحكي نزيف الفصول
و "قصر البديع" على شفاه الموتى
يكتب سؤاله
تاريخه
و يناديني :هاك العاصفة
و أنا المطوق بوصايا الفاجعة
أخيط من عري الوطن
من جرح العبارة
خريطة الكآبة
و "باب دكالة" يمنحني مفاتيح الإبحار
و لا أكتشف سر "الكتبية"
فأتيه في سحر القول
لأقص نبأ مدينة تغرق
في صهيل الحكايا
و أنا التائه في غواية الصمت
في سفر تاريخ أرعن/أهوج
فأوجع بليل الذبول
أتوشح بوهج الشحوب
أيا عرافتي...
علميني كيف أغرس
في أحراش الليل
مشكاة الفجر
و أتقرى رقش الحكايا
و أقرأ كف أحلامي
لأني ظامئ لحكمة الآتيو
 اسقيني ثجيجا من الوله
لعلي أحيي ما أمسى
في مهجتي يبابا
فما لي كلما مسني الليل /اليأس/النفي
أدهق كأسي هبيد وطن خرب
و ما لي
أنادم الحرف/القصيدة
كلما أيقنت أني
أسير في جسد امرأة
سأمشي مراكش
و زادي سر الحكايا
زادي جرح الرحيل
وحيدا سأمشي
إلى وحشة المنفى
أحمل ما تبقى
من وهج الحكاية
من شوق نخيل
يودعني حسرة
من نوح ورق
يسلسلني أمانة
سأرحل
أرحل
و في محرابك مراكش
يستأسد العشق
 وعشقك لا ينتهي...؟


---------------------------------------
*شاعر من المغرب
                        
                         

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق